Mawared موارد

5 نصائح لاستقطاب أفضل الكفاءات والمواهب لشركتك

في عصرنا الرقمي الحديث، بات استقطاب المواهب والكفاءات وتوظيفها أمراً تنافسياً للغاية؛ إذ لم يمض وقت طويل منذ أن استعان مديرو الموارد البشرية بخدمات وكالات التوظيف في توظيف أفضل المرشحين، بيد أنَّ لعبة استدراج أفضل المواهب والكفاءات قد تغيَّرت بالكامل في أيامنا هذه.

قد يؤدي استخدام الأساليب التقليدية جعل ملء الوظائف الشاغرة أكثر صعوبة على الشركات؛ ذلك لأنَّ المرشحين الأنسب يتطلعون إلى ما هو أبعد من الإعلانات التقليدية للوظائف. يُلزمُ المناخ التكنولوجي الآخذ في التسارع، مع الاضطراب الذي يفرضه التطور الرقمي الآخذ في الازدياد الشركات استخدام نهجٍ غير تقليدي لإجراء عملية توظيف فعالة.

يتمتع الباحثون عن عمل بذكاء وحنكة كبيرتين في المجال التكنولوجي، ولديهم أفضل الموارد التي تمكِّنهم من الوصول إلى معلومات التوظيف الرئيسة؛ وبالتالي، يجد أرباب العمل وخبراء الموارد البشرية أنفسهم بحاجةٍ إلى الاستعانة بكل استراتيجية مبتكرة يمكنهم من خلالها تحديد وجذب وإثارة إعجاب أفضل المرشحين الممكنين.

فيما يلي أفضل 5 ممارسات لاستقطاب أفضل المواهب والكفاءات في عصر الاضطراب الرقمي الذي نعيش أيامه حالياً:

  • الاستفادة من تجارب الموظفين الحاليين

إنَّ تأييد الموظفين “Employee advocacy” – قيام الموظفين بالترويج للشركة التي يعملون فيها – أمرٌ بالغ الأهمية للترويج للعلامات التجارية والتسويق والإعلان؛ وذات الأمر يسري على جهود التوظيف أيضاً. ولكَونهم أحد أعظم الأصول في أي مؤسسة، يمكن للموظفين أن يكونوا أداة فاعلة في جذب واستقطاب أفضل المواهب والكفاءات وأكثرها طلباً؛ فهم يضفون الطابع الإنساني على العلامة التجارية، ويزيدون فرص الوصول إلى الوظائف الشاغرة؛ إذ قد يستشفُّ المرشحون شيئاً من التحيُّز في أي شيء يقوله أرباب العمل عن علاماتهم التجارية. وعلى المقلب الآخر، يكون الموظفون أقل ميلاً لبناء تصورٍ كهذا؛ لذا يكون من الأنسب لمديري التوظيف إيجاد طرائق لتمكين وتفويض موظفيهم الحاليين بصورة فاعلة؛ ذلك لكي يتمكنوا من مشاركة تجربتهم بشفافية، دونَ تحيُّزٍ أو افتراضات مسبقة.

يشهد العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم زيادةً غير مسبوقة في انتشار وتأثير الوسائط الاجتماعية التي فتح آفاقاً واسعة من فرص التوعية؛ وللاستفادة بصورة فاعلة من تجارب الموظفين، يمكن لقسم الموارد البشرية أن يلعب دوراً فاعلاً في تعزيز التواصل مع الموظفين لضمان وجود مشاركة منهجية.

توجد العديد من النشاطات التي يمكن استخدامها في إطار برامج تأييد الموظفين “Employee advocacy”؛ والتي تشمل على سبيل المثال لا الحصر، إنشاء مقاطع فيديو لآراء الموظفين ووضع دراسات حالة، ونشر الصور الملتقطة في أثناء عمل الفرق، وكتابة التغريدات ذات الصلة برضا الموظفين، وكذلك فرص التقدم الوظيفي؛ وبالتالي، فإنَّ تحويل أفضل الموظفين أداءً إلى سفراء للعلامة التجارية من شأنه أن يرفع وعي الناس فيما يخص عمل الشركة.

  • إيجاد ثقافة تنظيمية تشجِّع على استقطاب الكفاءات والمواهب 

يمكن للتكنولوجيا أن تساعد الشركات بالتميُّز عن منافسيها فيما يتعلق باستقطاب وتوظيف أفضل الكفاءات والمواهب. إنَّهم بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة لبناء أو تعزيز ثقافتهم التنظيمية لكي يصبحوا مركز جذب للمواهب.

يشير تقرير أعدَّته مؤسسة جالوب عن حالة القوى العاملة الأمريكية إلى أنَّ 33 بالمئة فقط من العاملين الأمريكيين منخرطين في العمل؛ وهذه دلالة واضحة تشير إلى أنَّ الأمر يتطلب من أرباب العمل تكثيف جهودهم من أجل تعزيز الرضا الوظيفي لدى موظفيهم، بالإضافة إلى خلق ثقافة تنظيمية يكون الموظف ركيزتها الأساسية؛ لذا تساهم الاستراتيجيات الآتية مساهمةً فاعلة في هذا الصدد:

  • ممارسة قيادة ذات شفافية.
  • تقدير مجهودات الموظفين.
  • التعامل الجميع بإنصافٍ واحترام.
  • تشجيع ثقافة التعاون والتواصل والمشاركة.
  • بناء علاقات إيجابية في مكان العمل.
  • تشجيع الابتكار في مكان العمل.
  • بناء علامة تجارية رائعة لربِّ العمل على وسائل التواصل الاجتماعي

برزت وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة فاعلة، وأصبحت أداةً واسعة الانتشار في فترة زمنية قصيرة، لذا أمكنَ استخدامها كأداة توظيف فعَّالة.

توفر مواقع الشبكات الاجتماعية مثل لينكد إن “LinkedIn” وفيسبوك “Facebook” وتويتر “Twitter”، وبعض المواقع الأخرى فرصة هائلة للقائمين على عملية التوظيف للتواصل مع المرشحين المحتملين.

أظهرَ مسح أجرته شبكة لينكد إن “LinkedIn”، أنَّ 75 بالمئة من المرشحين يتحرَّونَ عن سمعة الشركة قبل التقدم إلى وظيفة شاغرة؛ لذا يصبح لزاماً على الشركات أن تبذل قصارى جهدها في إظهار ملفات تعريف وسائل التواصل الاجتماعي خاصتها بأبهى حلَّة، وتشجيع موظفيها على مشاركة تجاربهم الخاصة؛ وبهذه الطريقة يزداد تأثير الشركة ومصداقيتها، مع بناء وتعزيز علامتهم التجارية الشخصية من خلال بدء محادثات هادفة.

  • استثمار الذكاء الاصطناعي في زيادة كفاءة عملية التوظيف 

فتحت التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) الباب واسعاً أمام فيضٍ من الفرص والإمكانات. في هذا العصر الرقمي، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مسؤولي التوظيف في العثور على أفضل الكفاءات والمواهب بصورة أسرع وأكثر فاعلية؛ إذ بمقدوره توفير حلول ناجعة لكل مرحلة من مراحل مسار عملية التوظيف.

أظهرَ مسح استقصائي أُجريَ حديثاً أنَّ مبادرات التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد الشركاتِ في تحقيق زيادة في الإيرادات بنسبة 18 بالمئة، وقال 63 بالمئة من المتخصصين في الموارد البشرية أنَّ الذكاء الاصطناعي قد غيَّر عملية التوظيف بالفعل.

  • التوعية التعليمية

إنَّ التوعية التعليمية استراتيجية توظيف قوية أخرى يلجأ إليها أرباب العمل ومديري الموارد البشرية في عصرنا الرقمي هذا؛ لذا بدأت العديد من الشركات إنشاء برامج تدريب مهني لاستقطاب الكفاءات والمواهب الشابة التي تعمل على تطوير مهاراتها التكنولوجية في المدارس والكليات.

يمكن أن تمثِّل برامج التدريب المهني هذه وسيلة رائعة لأفضل المواهب من أجل اقتحام مجالات العمل وبدء حياتهم المهنية. يعد برنامج “STEM” (العلوم المتقدمة والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) التابع لشركة لوكهيد مارتن خير مثالٍ على ذلك.

يمكن أن يوفر نهج التوعية التعليمية للمتدربين فرصة رائعة لبناء وتطوير ثقتهم بأنفسهم، وهذا ليس من شأنه أن يحفزهم على مواصلة العمل الجاد فحسب، بل والاحتفاظ بهم لفترة أطول.

في الختام

تتمثل إحدى أكبر التحديات التي تواجه الشركات في عالمنا الرقمي في اكتساب أفضل المواهب والكفاءات والاحتفاظ بها؛ لذا يصبح لزاماً على فرق الموارد البشرية بناء علامة تجارية تظهر ربَّ العمل بصورة إيجابية، مع تمكين موظفي الشركات وتفويضهم للقيام بتوعية نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، بغية توظيف أكثر المرشحين كفاءةً.

Share the post

error: