Mawared موارد

4 أنماط شخصيات الموظفين: كيف تفهم وتدير مختلف الشخصيات في اماكن العمل؟

قد يُشكِّل التعامل مع اختلاف شخصيات الموظفين تحدياً صعباً، وخاصة إذا كنت لا تدري كيف تتعرف على سماتهم الشخصية ونقاط ضعفهم؛ فكل شخص لديه شخصية فريدة تختلف عن غيره، وإذا أضفت الفروقات العمرية والثقافية والدينية إلى المعادلة، فقد تصبح الأمور فوضوية. ويصح هذا في بيئة المكتب على وجه الخصوص، إذ يتعين على الموظفين التعاون مع بعضهم بعضاً بطريقة تحقق نتائج إيجابية.

إنَّ فهم وإدارة مختلف أنماط الشخصية في مكان العمل أمر بالغ الأهمية إذا كنت راغباً في تحسين الإنتاجية وإنشاء فرق عمل فعالة؛ كما أنَّه بصفتك قائداً، يكون من المتوقع أن تُعامل الجميع على قدم المساواة، لكنَّ ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية؛ إذ إنَّ ما يصلح مع أحدهم، قد لا يصلح مع غيره! وهنا لا بد من الإشارة بأنَّنا لا نقول أنَّه يتعيَّن عليكَ محاباة بعض موظفيك على حساب غيرهم؛ لكن ومع ذلك، فمن الهام فهم أنَّ الدافع والإلهام والقيادة الفعَّالة مفاهيم جوهرية تعتمد اعتماداً بالغاً على اختلاف شخصيات الموظفين في أماكن العمل.

فهم وإدارة شخصيات الموظفين أمر هام في شركتك

يحلم كل قائد فريق في إيجاد جو خالٍ من المنغصات في أماكن عمل الموظفين، بحيث يعرف الجميع مكانتهم، ويعبرون عن ذواتهم الإبداعية بحرية مطلقة. ولجني كل مزايا العمل مع الموظفين على اختلاف شخصياتهم، يجب عليك أولاً تفهُّم أن لا أحد منهم مبرمج على التواصل مع الآخرين بكل أريحية؛ وهذا ما يفسر حدوث جميع النزاعات بين الموظفين على الصعيد المهني والشخصي؛ وما إن تعيَ هذا المفهوم البسيط، حتى تصبح أكثر تسامحاً مع سلوكات الآخرين وتحاول التقرب منهم والتواصل معهم بطريقتهم هم، لا بطريقتك أنت. 

تكمن الخطوة التالية لتصبح ذلك القائد الذي تطمح إلى أن تكون عليه في التعلم والتكيف مع مختلف أنماط الشخصيات في بيئة العمل. تساعدك هذه العملية على إدارة فريقك إدارةً أفضل من خلال فهم السمات الفردية لكل شخص منهم، وإسناد المهام إليه وفقاً لذلك؛ وبهذه الطريقة تجد مواهبهم تزدهر، ونقاط ضعفهم تتضاءل يوماً بعد يوم. كما يعزز فهم أنماط شخصيات الموظفين العمل الجماعي والتعاون فيما بينهم، وذلك من خلال الجمع بين الشخصيات المتطابقة معاً بغية تجنُّب أي نزاعات لا داعيَ لها.

فهل تعرف كل شيء عن كيفية التعامل مع أنماط الشخصيات في أماكن العمل؟ إن لم يكن الأمر كذلك، إليكَ إذاً بعض نصائح إدارة الشخصيات في قادم سطور هذه المقالة؛ لكن قبل ذلك فلنحدد الاختلافات بين أنماط شخصيات الموظفين في أماكن العمل.

الأنماط الأربعة لشخصيات الموظفين

  • الشخصية الطموحة والودودة

يكون هذا النمط من الموظفين ذكي ومتشوق للتعلم، ويمكن أن يتماشى جيداً مع بقية أنماط شخصيات الموظفين، وذلك لأنَّه لا يحب الصراع؛ فهو ذو شخصية متوازنة تهدف إلى النجاح دون فقدان روح الدعابة في أثناء سعيه إلى تحقيق ذلك، كما يبلي بلاءً حسناً تحت الضغط، وقد يلهم الآخرين لأن يحذوا حذوه بسبب نمط شخصيته المنفتحة. وعلاوة على ذلك، فإنَّ طموحه في الارتقاء إلى درجة أعلى من درجات السلم المهني يجعله يأتي بأفكار خلَّاقة قد تفيد الشركة التي يعمل فيها بصورة كبيرة!

إنَّ إدارة هذا النمط من شخصيات الموظفين أمرٌ سهل نسبياً؛ لكن ومع ذلك، كن على حذر دائم من الافتقار إلى الدقة في العمل، لأنَّ هذا النوع من الموظفين قد لا يولي التفاصيل كامل اهتمامه. وأخيراً، قد يكون نفور هؤلاء من الصراع بمثابة نقطة ضعف أحياناً، وذلك لأنَّ الاختلاف المتحضر في الآراء في أماكن العمل يعدُّ بدوره جزءاً من عملية التعاون بين الموظفين أنفسهم.

  • الشخصية الانطوائية عالية الأداء

إنَّ الأشخاص الانطوائيين ركائز شركتك؛ فهم يكونون في الشركة لمدة طويلة بما يكفي لأن يعرفوا كل تعقيدات عملهم، ولديهم خبرة لا يستهان بها فيما يفعلونه. يكون هذا النوع من الشخصيات هادئاً في الغالب، ولكن من الممتع دائماً للتواجد معهم؛ فهم يركزون على مهامهم ويأخذون وظيفتهم على محمل الجد، كما يحبون ما يفعلونه ويرغبون في القيام به بشكل صحيح. ورغم أنًّهم موظفون دقيقون وموثوقون للغاية، فإنَّ دورهم يقتصر على توفير الاستقرار والأفكار العملية المفيدة؛ وليس الإتيان بأفكار خلاقة ومبتكرة.

من المرجح أن تجعلهم انطوائيتهم أقل تعبيراً عن احتياجاتهم الخاصة، مما يؤدي بدوره إلى شعورهم بالتعاسة؛ لذلك يحتاج هؤلاء إلى قائد يبذل جهده في سؤالهم عن أحوالهم وفي معرفة ما يرضيهم؛ أي باختصار: عاملهم كأصول لا تقدر بثمن؛ فهم حقاً كذلك!

  • الشخصية المحاربة والقلقة

إنَّه لمن شبه المؤكد أنَّك قابلت هذا النوع من الموظفين من قبل؛ إنَّهم يهرعون دائماً لإنجاز شيء ما بينما يشتكون إلى الجميع من ضغط عبء العمل عليهم. يبدو أنَّهم لن يملكوا أبداً وقتاً كافياً لإنجاز مهامهم، وعادة ما يعانون للوفاء بمواعيدهم النهائية؛ وإن لم يفعلوا، فقد يعوضون ذلك من خلال العمل لساعات أطول من أي شخص آخر.

لتحقيق أقصى استفادة من هؤلاء، عليك أن تجد السبب الكامن وراء قلقهم؛ فقد يكون ذلك بسبب شعورهم بعدم الرضا عن مناصبهم الوظيفية أو كثرة أعباء العمل الملقاة على عاتقهم؛ وتكون مسؤوليتك كقائد هي تشجيعهم دوماً على تحسين التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية.

يعني هذا أنَّ عليهم تنظيم عبء العمل بطريقة فعالة؛ لكن ومع ذلك أبق عينيك مفتوحتين لكيلا يقعوا في فخ التسويف، وساعدهم في التغلب على ذلك.

  • الشخصية المتقلبة المزاج

هذه هي أكثر أنماط شخصيات الموظفين صعوبة. نعم إنَّ مكان العمل مكان مرهق للجميع بدرجة أو أخرى؛ لكن ومع ذلك، فإنَّ الشخصيات الأقل صبراً هي الأكثر صعوبة في التعامل معها، إذ قد يواجهون نوبات مفاجئة من الغضب أو ينزعجون بسهولة بسبب أقلِّ الأمور تفاهة.

في حين قد يبدو لكَ هذا السلوك غير منطقي في البداية؛ فلا تصرف النظر عن غضبهم هذا، وحاول أن تجد مصدر انزعاجهم؛ فالغضب الحقيقي يكون في معظم الحالات نابعاً من عدم القدرة على إيصال وجهات النظر إلى الآخرين.

بصفتك قائداً ناجحاً؛ يتعيَّن يجب اتخاذ إجراءات لتهدئة الموقف وتغيير مواقف أعضاء فريقك بطريقة إيجابية؛ فمن المحتمل أن تتأثر سلوكاتهم بشدة ببيئة المكتب وسوء الإدارة، لذا حاول الاستماع إليهم عن كثب، وثق بأنَّهم سيُقَدِّرون ذلك.

إدارة شخصيات الأفراد في الفرق

توجد العديد من النظريات حول عدد وأنماط الشخصيات المختلفة. وأكثرها شعبية مؤشر مايرز بريغز للأنماط الذي يسرد 16 نوعاً من الشخصيات، والآخر هو سداسي جون هولاند (John Holland’s hexagon) المكون من ستة أنماط من الشخصيات. يمكن لكلا النموذجين اجتراح المعجزات بالنسبة إلى إنتاجية الموظفين.

يهدف مؤشر مايرز بريغز للأنماط إلى تحليل شخصيات الموظفين المختلفة بناءً على نظرية كارل يونج (طبيب ومحلل نفسي مشهور). إنَّه قابل للتطبيق على الفرق وجميع أنواع مجموعات العمل من أجل تحقيق إدارة أفضل، وهو مثالي إذا كنت ترغب في إنشاء فرق فعالة تتعاون بانسجام تام.

أما النمط الثاني الذي يسمى بنموذج “RAISEC” فيصنف الناس إلى 6 فئات رئيسية وفقاً لاهتماماتهم. استخدم هذا النمط لتحليل شخصيات الموظفين واكتساب معرفة أكثر عمقاً بأنماط شخصياتهم؛ وبعدها سيكون العمل مع الشخصيات المختلفة في العمل أسهل بكثير إذا كنت تعرف كيفية التعامل مع كل منهم بصورة فردية.

في الختام: قد يكون تنوع أنماط الشخصية في مكان العمل عاملاً من عوامل النجاح

من خلال تحليل سمات شخصيتك، ستتمكن من التواصل بشكل أفضل مع أعضاء فريقك، وستنجح في إدارة مختلف الأنماط الشخصية في مكان العمل بشكل أكثر كفاءة. ومن خلال السعي لفهم الصفات التي تميز كلاً منهم عن غيره، سوف تكتشف كيف يمكن لشخصيات مختلفة من الموظفين تحقيق عمل جماعي فعال وإيجاد ثقافة تنظيمية يزدهر الجميع فيها.

Share the post

error: