غالباً ما يكون تطوير الفرق لتبلغ قمة مستويات الأداء أحد أعظم مساعي أي قائد؛ إذ يمكن للفرق عالية الأداء أن تعودَ بمخرجات عالية الجودة في ثمانين بالمئة من الوقت (على أقل تقدير)؛ لذا يصبح من المنطقي أن يصرف القادة جلَّ أوقاتهم في بناء ورفع درجة فاعلية فِرَقهم لتحقيق أداء عالٍ.
لكن ومع ذلك، ما الذي يبدو عليه الأداء الرائع للفرق؟ وما هي الدلائل التي تشيرُ إلى أنَّ فريقك قد وصلَ إلى ذروة أدائه؟
في العمل على تطوير الفرق لتُحقِّق أعلى درجات الأداء – الفرق رفيعة المستوى على وجه التحديد – نجد الفرق عادةً في أحد مستويات الأداء الثلاثة:
وباستخلاص نتائجَ خلُصَ إليها موقع “The Center for Organizational Design“، فإنَّ كل مستوى من مستويات أداء الفرق تلك له خصائص تميِّزه عن غيره من بقية المستويات؛ لذا سيُظهر لكَ تحديد مستوى الأداء الحالي لفريقك ما يجب عليك القيام به لإيصال أدائه إلى أعلى مستوياته (أو إبقاءَه فيه).
في بعض الأحيان، يتهاوى أداء الفرق إلى أدنى مستوياته؛ وفي هذه المرحلة لا تكون الفرق فِرَقاً إلا بالاسم فقط؛ كأن تغيب فيها المساءلة وتكون النتائج غير مستقرة، ويؤدي العاملون فيها مهامَ لا داعي لها، ونادراً ما يتعاون بعضهم مع بعض بصورة إيجابية.
إذا كان هذا واقع فريقك، فهو يمر إذاً بحالة من الفوضى؛ فانظر إلى خصائص الفرق الفوضوية، لتعلَم إن كان فريقك يمر بأدنى مستويات أدائه.
عندما يقدم الفريق نتائج مرضية، ويمتلك قاعدة عمليات يرتكز عليها، ويحترم أفراده بعضهم بعضاً؛ فهو يمر بحالة استقرار. وفي حين قد يكون للاستقرار تأثير إيجابي في الفريق، يمكن لأعضائه أن يقتنعوا بإمكاناتهم ونتائجهم الحالية، ويقاوموا أي تغيير يهدف لرفع أدائهم؛ لذا إن لم تكن المنظمات في طورِ النمو، نجد معظمها يرضى رضاً تاماً بثبات وموثوقية أداءِ فرقها.
عادةً ما تكون الفرق التي وصلت إلى أعلى مستويات أدائها تجسيداً لطور النمو، سواء على صعيد أعضاء تلك الفرق، أم الفرق نفسها أم المؤسسة ككل؛ إذ تمتلك الفرق ذات الكفاءة العالية أهدافاً سامية تسعى إلى تحقيقها؛ أي أهدافٌ تُفضي إلى نتائج تدفعُ بالفرق نفسها والمنظمة ككل بعيداً عن المنافسين.
تمتلك الفرق عالية الأداء موارد جيدة، وتشجِّع أفرادها على التعلم الذاتي والمخاطرة المحسوبة، وتحترم جهودهم كاحترامها لشخصهم. يمكن أن يقود تلك الفرق شخص واحد، أو يتشارك في قيادتها عدة أشخاص يكونون أعضاءً فيها.
سواء أَكنت قائد فريق أو عضواً فيه، فإنَّ تحديد مستوى أداء فريقك الحالي – أو المستقبلي – أمر بالغ الأهمية؛ إذ يمكِّنك فهم المستويات الثلاثة لأداء الفرق من تطوير خطة عمل تتحدى أعضاء فريقك وتدفعهم إلى تحقيق نجاح أكبر.
إذاً ما الذي يمكنك فعله لإخراج فريقك من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار؛ ثم رفع مستوى أدائه إلى أعلى المستويات؟
فلنفترض أنَّ فريقك يعيش حالة من الفوضى؛ ويتعيَّن عليكَ تصحيح الوضع بسرعة بغية نقل أدائه من التذبذب إلى الثبات، ورفع مستوى التعاون فيما بين أعضائه ليلامس مستوى لائقاً من العمل الجماعي.
قد يستغرق ذلك بضعة أشهر كحدٍّ أدنى، لكنَّك على أقل تقدير، بتَّ تعرف الآن ما يتوجب عليكَ تحسينه. إليك خطة عمل مقترحة في هذا الصدد:
عندما يخرج فريقك من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار، يمكنك التفكير في رفع أدائه إلى المستوى التالي؛ لذا استخدم هذه الإجراءات لوضع خطة عمل تهدف إلى إيصال أداء فريقك إلى أعلى المستويات (مع الإبقاء عليه ضمن هذا المستوى):
إذا كان فريقك في حالة من الفوضى، فقد بتَّ الآن تعرف كيف يكون الفريق ذو الأداء المستقر، وبتَّ على دراية بالذي عليك القيام به لنقلهم إلى المستوى التالي من جودة الأداء. وبالمثل؛ إذا كان فريقك يعيش حالة استقرار ورغبتَ في زيادة جودة أدائه، فأنت تعرف الآن ما الذي يتَّسم به الفريق ذو الأداء العالي، وكيفية تحقيق ذلك.
لذا ارتقِ بمستوى تطلعاتك وفريقك، واستشعر القوة والنتائج التي تأتي من فريق عملٍ مذهل.